حذر جون غينغ مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة، لتنسيق الشؤون الإنسانية، من مغبة عزم النظام السوري الإقدام على شن هجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب، مشيرا إلى ان هذا الأمر قد يسبب في خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة.
تجدر الإشارة أن القوات الموالية لرئيس النظام السوري، والميليشيات التابعة لها، تستعد لشن هجوم على محافظة إدلب، التي يقطنها نحو ثلاثة مليون سوري، والتي يسيطر عليها المعارضة السورية، بجانب تواجد كبير لعناصر جبهة النصرة.
ويتزامن مع استعداد القوات الموالية لرئيس النظام السوري لشن هجومها على إدلب، تقوم روسيا بعقد مفاوضات مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، من خلال عدد من مسؤوليها وضباطها في الأراضي السورية، بجانب محادثات تقوم بها تركيا مع جبهة النصرة، من أجل تجنيب إدلب من ويلات المواجهات العسكرية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى نزوح كبير لسكان المحافظة، الذين سيتوجهون في غالب الأمر باتجاه الأراضي التركية.
ويتوقف مصير محافظة إدلب على الجهود التركية والروسية، ومحاولاتهما وقف الهجوم الذي يستعد له النظام السوري لبسط سيطرته على المحافظة.
وتهدف روسيا من خلال المفاوضات التي تجريها مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، إلى التوصل لحل سلمي مشابه للاتفاقات التي أبرمت مع المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية ومحافظة درعا، فيما تهدف مفاوضات تركيا مع جبهة النصرة إلى إعلان الجبهة لحل نفسها، والاندماج في وسط فصائل المعارضة السورية المسلحة.
يذكر أن جبهة النصرة التي تسيطر على عدد من المناطق في محافظة إدلب، مستثناة من اتفاق مناطق خفض التوتر الذي أبرمته الدول الراعية الثلاث (تركيا وروسيا وإيران)، وهو الأمر الذي يستخدمه نظام بشار الأسد والجانب الروسي كذريعة لشن الهجوم المرتقب على محافظة إدلب.